الأحد، 18 سبتمبر 2011

ليكزس GS 2013 .. عندما يتفوق التلميذ على الأستاذ


ifurat.com - من المعروف أن أى كيان صناعي ضخم ، يتم إنشائه وفقاً لفكرة ، أو هدف ، أو حلم ، وسواء كان الهدف أو الفكرة من وراء بناء هذا الكيان احتلال القمة ، فلا يمكن أن نرى القائمون خلف هذا الكيان صامتون ، أو راضون بما وصلوا إليه من مكانة ، فدوماً نراهم يبذلون أقصي جهد للبقاء في مكانتهم الراقية للحفاظ على محبيهم وعشاقهم وهذا هو الفرق ما بين كيان ضخم ، وكيان عظيم ، فالصانع الضخم يضع على رأس الأوليات المبيعات ، والربح ، بإختصار تكون الماديات هي مقياس النجاح بالنسبة له ، في حين يضع الكيان العظيم قبل تلك الماديات ، رضا عشاقه ، ومدى فخر مالكيه بامتلاكهم لمنتج هذا الصانع ، أيضاً بإختصار يضع محبيه كهدف سامي ، قبل التفكير ولو للحظة واحدة في وضعهم خلف الماديات ، ولا تختلف ليكزس كعلامة راقية يقف ورائها كيان صناعي مرعب ، عن كونها كيان عملاق يتسم بتلك النوعية من عظمة العلامات التجارية ، فمنذ ظهور علامة تويوتا الفاخرة " ليكزس " في عام 1989 ، وهى تعطي انطباع أصبح راسخاً للاستمرارية ، والعملية ، والاعتمادية ، والفخامة ، والتطور التقني .
وبهذه المفاهيم أصبحت علامة ليكزس هى قائدة مبيعات المركبات الفاخرة لدى المجموعة اليابانية تويوتا موتور كوربريشن ، وهو الأمر الذي شجع تلك المجموعة الضخمة لأن تضع علامة ليكزس تحت حكم خاص ، تمتلك معاملها التطويرية الخاصة ، وتنساب أفكارها وفقاً لأفكارها الخاصة ، وملامح تتخذها هي لبناء مستقبلها .
مقدمة أراها واجبة لتوضيح مفاهيم سآتي على ذكرها في سياق هذا التقرير ، الذي لم أجد عنوان له أفضل من تفوق التلميذ على الأستاذ ، وهو القول الذي يسير على خطاه الجيل الجديد من السيدان الفاخرة النشطة " GS " التي إنطلقت في وقت سابق من الشهر الماضي لتشكل محاولة ليكزس لكسر حالة الملل ، وتقترب أكثر وأكثر من منافسيها ، لتقترب أكثر وأكثر من تقوية مركزها واحتلال مكانة أرقي وأكثر سمواً .
التصميم .. الفهم ثم التنفيذ

أري انه عند البدء في بناء سيارة جديدة ، فمن الطبيعي أن تدرك أولاً ماذا تريد من هذه السيارة ن ولهذا درست ليكزس جيداً منافسيها في تلك الفئة ، ورسمت لنفسها هدفاً ، ودون تعقيدات أو تنازلات حققته ، فعلامة ليكزس تعاني في الفترة الأخيرة وفقاً لتقارير وإحصاءات من متوسط أعمار عملائها المرتفع جدا في السوق الأمريكية ، والتي تعتبر الأكبر والأهم بالنسبة لها ، لذا كان هدفها هو الجرأة في التصميم ، ورفع معدلات متعة الأداء ، وإبراز المعني والروح الرياضية لهذا الجيل من عائلة " GS " دون التنازل عن الجودة والراحة والتقنية المتطورة بالإضافة إلي الاعتمادية .
وإذا ما قيس ها الجيل بسابقه ، سنري مقدار التطور الهندسي الذي بلغة ، فعند النظر تحت بشرة ليكزس " GS 2013 " الجديدة ، سنري تقنيات تعتمدها ليكزس للمرة الأولي ، مثل إعتماد الألمنيوم بتركيز مرتفع للمرة الأولي في بناء منصة البناء الأساسية ، حيث يساهم الألمنيوم في تخفيف الأوزان الغير فعالة ، لتصبح المحصلة هي حركة رشيقة  وتحكم أكثر عند القيادة المتغيرة الاتجاه ، فضلاً عن تعديلات جوهرية شاملة في نظام التعليق هدفت في المقام الأبرز لرفع قدرات السيارة التفاعلية ، والارتقاء بمستوي الراحة .
كما تم إعتماد أقراص مكابح أمامية مهواة تعمل عليها أربعة مكابس ، وقد تم تعزيز أدائها بأحدث التقنيات الإلكترونية وأكثرها تطورا لتأمين قوة كبح عالية وكذلك المساهمة في توفير المزيد من الاتزان والتحكم.
أما عند النظر على الهيئة الخارجية للسيارة ، ندرك جيداً أن ليكزس فهمت اللعبة ، وأرادت أن تكون عضواً بارزاً فيه ، لتصبح " GS " سيارة نشطة فعلياً ، تتنافس مع الألمان بمنتهي القوة ، فبداية من إعتماد الهيئة الراسخة الصارمة ، فالمقدمة في تصميمها الجديد عن ملامح سيارات ليكزس القادمة لتبدو أكثر رياضية وكأنها من قطع من نحت فني دقيق يؤكد على مبدأ توافق الشكل مع الوظيفة ، كما إنها تمتلك عصرية لا تخطئها العين ، فضلاً عن حضور قوي للغاية .
أما في الخلفية فنري رأي العين ملامح الهوية الرياضية الجديدة التي تمثلها " GS 2013 " ، من خلال المصد الخلفي المزود بمشتت هواء سفلي يحمل زعانف بارزة للمساعدة على تمرير الهواء بنعومة تامة أسفل السيارة، وكذلك من خلال المصابيح الخلفية الجديدة ، والمصممة بخطوط إضاءة رائعة تعتمد على تقنية LED .
 كما يتضح الإهتمام الكبير الذي توليه ليكزس لأدق تفاصيل التصميم ، فحتى تقنيات الطلاء جرى تطويرها بعناية فائقة لتبدو ملامح التصميم أكثر وضوحا وبروزا، وليظهر الشكل العام مصقولا وناعما وكأنه كتلة واحدة متراصة ومتماسكة.
المقصورة .. أنت أولاً

تستمر الجهود المضنية المبذولة في لاهتمام بأدق تفاصيل الهيكل ونظام التعليق و التصميم الخارجي ، وصولاً إلى المقصورة الداخلية ، لتكون المحصلة هي عصر جديد ومختلف كليا لتصاميم ليكزس السابقة ، حيث تهدف فكرة التصميم الداخلي الجديد ، إلى خلق حالة من التوازن بين العملية ، والفخامة ، ووسائل الراحة والرفاهية عالية التقنية ، بالإضافة إلي الخطوط العاطفية ، التي تبرز مدي شغف تلك السيارة ، فملامح المقصورة ترتكز على مبدأ إحاطة السائق لمنحه أعلى درجات المتعة في القيادة ، وسهولة وراحة التعامل مع وظائف السيارة ، بل ويسهم التصميم في زيادة حيز الاتساع لكل الركاب وتأمين راحة أكبر للركاب في الأمام والخلف.
وبرغم أن خطوط المقصورة الرئيسية التي نراها في الكونسول الوسطي وتابلوه السيارة ، إلا ان المقصورة رائعة الملامح هادئة التأثير ، مريحة للنفس ، فهي لا تريد منك الإنبهار بقدر ما تريد لك التمتع بملامحها ، كما امتلكت مقصورة ليكزس " GS 2013 " الجديدة ، وكالعادة ، قائمة تقنيات توضح بصورة لا تقبل الشك أنها تضع ركابها في المقام الأول ، يأتي من ضمنها نظام تحكم جديد بمكيف الهواء ، وهو النظام الأول من نوعه في عالم صناعة السيارات ، فبجانب فاعليته الشديدة ، يساهم في خفض استهلاك الوقود ، وتطلق ليكزس علي هذا النظام " S-Flow " ، حيث يعمل على استشعار موقع الراكب الأمامي والسائق وتركيز الهواء المبرد على المنطقة المحيطة بهما بشكل مباشر.
كما وسيحمل الجيل الجديد من " GS 2013  "، الجيل القادم من نظام التحكم " Remote Touch " والذي سيتوفر كتجهيز قياسي لكل موديلات عائلة " GS " الجديدة ، ويتطلب فقط لمسة واحدة لتأكيد أوامر التشغيل ، ويضمن النظام أسلوب تحكم سلس بنظام معادلة المناخ ، والنظام الصوتي ، والهاتف ، والنظام الملاحي ، بالإضافة إلي تجهيزات أخرى ، كما سيتم توفير كاميرا الرجوع إلى الخلف على نحو قياسي كوسيلة للراحة وللأمان.
المحركات .. الاقتصاد الرياضي

من المقرر أن يتم تقديم ليكزس بصف محركات مطّور ، يبدأ مع المحرك السداسي الإسطوانات سعة 2.5 لتر ، والذي سيكون مصدر لقوة طراز " GS 250 " ، أما الطراز الرئيسي ، وهو طراز " GS 350 " فسيعتمد على محرك جديد ، مكون من ستة إسطوانات تتخذ هيئة حرف " V " بسعة 3.5 لتر ، وهو أول محرك من نوعه في العالم يمتلك نظام تلقيم للوقود ، يشتمل على نظام حقن الوقود متعدد النقاط ، ونظام حقن الوقود المباشر لتأمين القدرة على تسليم أعلى مستويات الأداء والمرونة ، ويستطيع هذا المحرك ضخ قوة حصانيه تبلغ 306 حصان ، ليعتلي قمة الترتيب مقارنة مع السيارات المنافسة المتساوية في السعة اللترية ، ويستطيع هذا المحرك أن يؤمن القدرة على التسارع من حالة الثبات وصولاً إلى سرعة 96 كلم / س " 60 ميل / س " في غضون 5.7 ثانية فقط .
وسيقوم ناقل حركة أوتوماتيكي جديد مكون من ستة نسب أمامية ، ومزود خاصية النقل التتابعي السريع بواسطة عتلتين مجدافيتين خلف المقود بتحويل النسب، بعملية الترجمة ما بين المحركات ومنظومة الدفع ، التي تعتمد بصفة أساسية على المحور الخلفي ، أو يمكن طلب السيارة بنظام دفع كلي للعجلات ، يخضع لنظم تحكم إلكتروني ، لتحسين الثبات والتحكم على نوعيات مختلفة من الطرقات وبشكل خاص تلك القليلة الثبات ، ويمكن لهذا النظام أن يقوم بتقسيم عزم الدوران مناصفة " 50 : 50 " بين محوري العجلات الأمامي والخلفي ، أو توفير ما مقداره 70 بالمائة من العزم للمحور الخلفي وحده عند احتياج السائق لمميزات القيادة الرياضية الممتعة.
لماذا تفوق التلميذ ؟؟

في البداية أنا لا أعتبر ليكزس كتلميذ لتويوتا ، ولكني أراها فرع ، مهما كبُر أو تضخم لازال فرع أو جزء ، من كيان عملاق من المفترض أن يكون أكثر تفوقاً وفهماً لأمور التنافس الأكثر وضوحاً ، ولكن من بعد أن تم إطلاق الجيل الجديد من ليكزس " GS " ، أري أن ليكزس تتفوق هنا ، فهي لم تخشي أن تغامر في سبيل أن تعرف إلي أين هي ذاهبة ، قدمت شئ مختلف لتقيس رغبات محبيها وزبائنها ، دون أن تضع – أو ربما أنا أري هذا – ما قد يحدث إذا ما لم ينال تغير مفاهيمها الزبائن وتخسر ، وأنا أشك في هذا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق