الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

كيا أوبتيما .. تغيّر الهوية الكورية

كيا أوبتيما .. تغيّر الهوية الكورية

بواسطة: أحمد الحداد في: 09/12/2011 - 23:00
Ifurat.com - فى الماضي، كانت شركة كيا هي المثال الأفضل لشركة تصنع سيارة جيدة، ربما تكون رخيصة الثمن وكافية للكثيرين من مقتنيها وربما أكثر، ولكنها كانت رخيصة بأشكال أخرى، فهي اقتصادية أينعم، ولكنها تشعرك أنها كذلك، فقد كانت غير جيدة التجميع، قليلة الاعتمادية، بالمقارنة مع منافسيها اليابانيين بوجه الخصوص، الخلاصة أنها كانت تجعلك تعرف مباشرة لماذا هي رخيصة السعر، ولكن هذا كان في الماضي، أما في الوقت الراهن، فتلك الشركة الكورية هي واحدة من أكثر الشركات إرضاءً لعملائها، وصاحبة واحد من أقوى أساطيل السيارات تنافسية حول العالم، بفضل التصميمات الجديدة التي اتبعتهاـ ولكن الأهم بفضل فكرها الجديد بالارتقاء بمستوى سياراتها مع الإبقاء عليها اقتصادية السعر، وكانت الصالون الناجحة أوبتيما هي الشرارة التي نبهت العالم أن كيا لم تعد كيا، إنها بالفعل تتجه بقوة نحو مكانتها الجديدة مادياً ومعنوياً، لذا فهي أولى خطوات تغيير الهوية للعلامة الكورية.
التصميم ..
تنتمى أوبتيما إلى تلك النوعية من السيارات التي تثير حفيظتك بخطوطها القاسية، وفى نفس الوقت تثير إعجابك بملامحها الفاتنة، فتلك السيارة مزجت تلك المواصفات المتناقضة بخطوط رائعة تفوق فيها فريق مصممي كيا برئاسة بيتر شراير على أنفسهم، فمقدمة أوبتيما والتي تسمى "مقدمة القرش" تعبّر بوضوح عن الطموح الذي تريده كيا لكل طرازاتها، وهو أن تكون على القمة وليس أقل من هذا، بتلك المصابيح الغاضبة وشبكة التهوية الأمامية التي تكمل الهيئة الغاضبة للسيارة، وغطاء المحرك المضلّع بتقاسيم القوة، وكأن المحرك يمثل وحشاً ضاريا يريد التحرر من قيوده، حتى المصد الأمامي جاء متناسقاً مع الشكل العام للواجهة القاسية .
جانبياً تنسال خطوط أوبتيما بروعة انسيابية لا تخلو من لمسات القوة، كفتحات التهوية الصغيرة أعلى الرفرف الأمامي، والإطارات الجميلة قياس 18 بوصة، ومرايا الجوانب المزينة بأضواء التفاف تعمل بتقنية LED .
أما في الخلفية، فرغم أنها أقل دراماتيكية من المقدمة، فإنها أكثر فتنة بمصابيحها الكبيرة المسحوبة على جانبي السيارة، والتي تعمل هي الأخرى بتقنية  LED، ومخارج العادم المزدوجة التي كنت أتمنى أن تكون أجمل من هذا مع المصد الرياضي البسيط، بوجه عام أوبتيما الجديدة تقدّم المستوى الأكثر توازناً في فئتها، بقليل من البهارات التصميمية .
المقصورة ..
مقصورة أوبتيما الجديدة خرجت قليلاً عن الثورة العارمة للتصميم الخارجي، فرغم أنها لا تخلو من الأناقة فإنها أكثر هدوءاً فى حديثها مع قائد السيارة وركابها عموماً، فهي متقنة الصنع أنيقة الملامح فاخرة التجهيزات هادئة الطباع، لا تخرجك من عالمك بنفس الصورة التي يقوم بها التصميم الخارجي، بل بطريقة أكثر نعومة وكأنها تذكرت فجأة أنها فى الأساس سيدان فاخرة متوسطة الحجم، تاركة المعنى الرياضي لبعض الملامح البسيطة كلون الإضاءة البركاني، وبعض الأفكار الرياضية في تصميم مقود السيارة، ولهذا فكيا أوبتيما الجديدة تمتلك قائمة مميزة من التجهيزات، لعل أبرزها مكيف الهواء الإليكتروني مزدوج التوزيع، مقاعد أمامية بتحكم كهربائي ومكيفة، مثبت سرعة أوتوماتيكي، توصيل هاتفي لاسلكي بتقنية البلوتوث، وناقل حركة بتحكم عبر مجدافي التغيير خلف المقود، وخلافه من التجهيزات التي تزيد من راحة رحلتك مع أوبتيما .
المحركات ..
تعودنا في المحركات المتوازنة أن نضحي بالقليل من القوة مقابل الاقتصاد فى حرق الوقود، أو تقليص معدل الانبعاثات الضارة، ولكن مع أوبتيما الجديدة اختلف الأمر قليلاً، فهي لازالت تقدم مستوى اقتصاديا من استهلاك الوقود لمحركيها من عائلة MPI ” النقاط المتعددة للحقن ” بسعة 2.0 لتر أو 2.4 لتر، مع الحفاظ على قوة مناسبة للغاية تقارع بها منافسيها الرئيسيين، فمحركها الأصغر رباعي الأسطوانات بسعة 2.0 لتر، قادر على توليد قوة حصانية تصل إلى 165 حصانا، وهى نفس القوة تقريباً على سبيل المثال التي يولدها محرك تويوتا كامري الأصغر بسعة 2.5 لتر، الذي يولد قوة 168 حصانا، كما يمكن لهذا المحرك توليد عزم دوران متميز يقترب من 200 نيوتن متر، ليسمح للسيارة بالتسارع من الثبات وحتى 100 كم / س فى 10.9 ثانية .
أما محركها الأكبر، فهو أيضاً رباعي الأسطوانات بسعة 2.4 لتر، ويستطيع ضخ قوة حصانية تصل إلى 185 حصانا، مع عزم تدويري يصل إلى 231 نيوتن متر تقريباً، مما يسمح للسيارة بالتسارع من حالة الثبات حتى 100 كم / س فى 9.5 ثانية فقط .
وهناك محركان آخران يسوقان بشكل حصري لأسواق أمريكا الشمالية، الأول بسعة 2.0 لتر رباعي الأسطوانات مشحون جبرياً ” تيربو ”، قادر على توليد قوة حصانية تصل إلى 274 حصانا، مع عزم دوران هائل يبلغ 364 نيوتن متر، أما المحرك الثاني فهو الشقيق الأكبر من نسخة MPI 2.4 من عائلة GDI 2.4 بنفس السعة، ولكن بقوة تقارب 200 حصان .
الأمان..
تتصف كيا أوبتيما بجودتها وجمالها، هذا شيء مفروغ منه فعلاً، ولكن ماذا عن مستوى الأمان ؟ تجيب عن هذا التساؤل إدارة السلامة على الطرق السريعة الأمريكية، بأن كيا أوبتيما الجديدة قد تجاوزت اختباراتها بنجاح تام، محرزة خمس نجوم من النجوم الخمس، وهذا وفق النظم الجديدة الأكثر صرامة، وهى بذلك تساوت تماماً مع اكورد من هوندا وكامري من تويوتا، حيث تمتلك أوبتيما ست وسائد هوائية، نظام منع غلق المكابح  ABS، نظام التحكم في الثبات ESC ، نظام توزيع قوة الكبح EBD ، نظام مبين ضغط الإطارات TPMS ، دعائم جانبية في الأبواب .
بهذه المواصفات، حازت أوبتيما إعجاب معظم الأذواق، وبهذا الشكل نالت الإعجاب والتقدير والاحترام، وهذا المستوى سيرتقي بعلامة كيا, ربما إلى حيث لا نتوقع .. أبداً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق